أحدث الأخبار مع #عبد الله أوجلان


الميادين
منذ 4 ساعات
- سياسة
- الميادين
العراق بين حزب العمال الكردستاني وقرارات تركيا
يمكن اعتبار إعلان حزب العمال حلّ نفسه، بمثابة حدث عراقي بامتياز، نظراً للوجود الواسع لمقاتلي الحزب داخل العراق، وسيطرتهم على مناطق جغرافية واسعة في الشمال العراقي، تتعدّى إقليم كردستان، لتصل إلى نينوى وأطراف كركوك بمساحة تتجاوز أربعة آلاف كيلومتر مربّع. فهم موجودون في 20 منطقة عراقية رئيسية خاضعة لسيطرتهم إلى جانب نحو 380 قرية. أدرجت بغداد الحزب في العام الماضي "منظمةً محظورة، بعد محادثات مطوّلة مع أنقرة وفي حال تمّ تنفيذ الحزب لالتزاماته ستترتّب عنه تداعيات على صعيد الداخل العراقي ولا سيما الوجود التركي العسكري داخل العراق. يسعى أوجلان من خلال عرض إلقاء السلاح لنيل مكاسب سياسية وثقافية للكرد في ظلّ المتغيّرات في المنطقة، وعلى الرغم من أنه لم يتولَّ قيادة حزب العمال الكردستاني رسمياً لعقود، فهو يحظى بالاحترام بين صفوف الحركة بصفته "المؤسس صاحب الرؤية" وزعيمها المخضرم، حيث شغل منصب "الرئيس الفخري" لها أثناء وجوده في السجن. المشتركات بشكل عامّ بين قادة حزب العمال الكردستاني في مقرّه بجبال قنديل عديدة. اعتبر عبد الله أوجلان الانتقال الطوعي من الكفاح المسلّح إلى السياسة والقانون، إنجازاً تاريخياً وليس خسارة، في تسجيل اعتبر بمثابة رسالة موجّهة إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذين قد يتردّدون في التخلّي عن الكفاح المسلّح. من المتوقّع أن يلقي نحو 30 مقاتلاً من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم الخفيفة في السليمانية في شمال العراق، حيث طلب أوجلان من المقاتلين ضمان نزع السلاح علناً من أجل إزالة الشكوك وتنفيذ الالتزام الذي تعهّد به، وأكد أنه يؤمن بالسياسة والسلم الاجتماعي. من المتوقّع أن يقام الحفل يوم الجمعة في الـ11 من تموز/يوليو في السليمانية كأول بادرة رسمية لحزب العمال الكردستاني نحو نزع السلاح. من المفترض أن تتبع كلّ خطوة من قبل حزب العمال الكردستاني تحرّكات متبادلة من قبل الحكومة التركية، لكن يبدو أنه من الصعب على تركيا وضع تشريع لإعادة تأهيل مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بما في ذلك إمكانية العفو. فهل سيكون صعباً تكريس الحقوق الثقافية الكردية في الدستور التركي؟ ثمّة أسئلة عديدة وعلى قدر من الأهمية وهي تتمحور حول الحلول المقترحة التي سيكون إقليم كردستان العراق مولجاً القيام بها، وما هي الخطوات المتوقّعة في هذا الصدد؟ وماذا سيحمل خطاب إردوغان في 12 تموز/يوليو . لا يبدو تنفيذ الإعلان التاريخي بحلّ حزب العمال الكردستاني نفسه وإنهاء العمل المسلّح سريعاً، لأسباب لا تتعلّق وحدها بضخامة البنى التحتية العسكرية للحزب والعدد الكبير من الملاحقين قضائياً داخله من الدولة التركية، التي عليها أن تتبنّى عفواً عامّاً عن الذين لا يملكون أيّ قيد جنائي والذين لم يقوموا بأعمال عدائية ضد تركيا. اليوم 09:04 14 تموز 13:17 بل هناك تعقيدات كثيرة سببها اجتياح عصابات "داعش" مساحات واسعة في العراق عام 2014، حيث توسّع الحزب إلى سنجار ومخمور وزمار وكركوك، لحماية الأيزيديين والكرد، والتي ترى تركيا والحزب الديمقرطي الكردستاني ضرورة التزام اتفاقية سنجار 2020 لحلّ مشكلة عالقة بين بغداد والإقليم من جهة وإراحة تركيا من النفوذ الإيراني في تلك المنطقة .. يعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة البرزاني حليفاً لإردوغان لذلك يحرص على التنسيق معه لإنجاح عملية السلام لكن لطالما اتهمت تركيا ومسؤولون في حكومة أربيل، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، صاحب النفوذ التاريخي في السلطة في السليمانية بما فيها القوات الأمنية في المحافظة عاصمة إقليم كردستان، بالارتباط بحزب العمّال الكردستاني. لذلك تعتبر تركيا أنّ نزع سلاح العمال الكردستاني يمكن أن يتمّ تحت إشراف مشترك من حكومة إقليم كردستان، إذ يمكن إدارة العملية كما حصل مع الأحزاب الكردية الإيرانية التي كانت موجودة في إقليم كردستان العراق والتي سلّمت أسلحتها إلى البشمركة بموجب اتفاقية الأمن الإيرانية العراقية الموقّعة في آذار /مارس 2023. يعتقد بعض الخبراء أنه يمكن أن تكون بعض الحلول ممكنة بمساعدة الإقليم في حال تلكأت تركيا عن القيام بما يترتّب عليها قانونياً، وبما يعالج مشكلة عودة الكرد الأتراك الذين يقطنون الشمال العراقي والذين نزحوا في التسعينيات من القرن الماضي، أي القبول في توطينهم بحال إعراض تركيا عن القيام بذلك . تركيا تريد تفكيك الترسانة العسكرية لحزب العمّال الكردستاني داخل العراق وخارجه، لكنّ الأساس هي آلية إدماج عناصر الحزب في مجتمعهم الأساسي أي تركيا والسماح لهم بالعمل السياسي. حزب العمال الكردستاني لا يمانع عدم عودة القيادات السياسية والعسكرية القيادية إلى تركيا،أي الكوادر، لكن على ألّا يندرج الأمر على الأفراد الذين لا يملكون القرار العسكري، وهذا مهم من أجل استكمال عملية إلقاء السلاح، فهو يعتبر تنفيذ رغبة أوجلان والذهاب إلى العمل السياسي بمثابة خارطة طريق وليس استسلاماً أو هزيمة. لكن لا يتوقّع أحد أنّ الموضوع سيكون سريعاً، وقد تأخذ الإجراءات فترة زمنية طويلة، لذلك على أنقرة أن تعلن عن "وضع جديد" لقائد "الكردستاني" عبد الله أوجلان، الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في تركيا وهو تنفيذ "لتفاهمات مسبقة". كذلك الذهاب إلى إجراءات قانونية ودستورية . يبلغ عدد القواعد والثكنات والمعسكرات التركية الدائمة داخل العراق، نحو 50 موقعاً، وبعديد جنود يبلغ أكثر من خمسة آلاف عسكري تركي داخل العراق. أبرز تلك القواعد هي معسكر بعشيقة، والزاب، ومتين، وسوران، وجميعها ضمن عمق يتعدّى 30 كيلومتراً داخل العراق، ويتعدّى نشاطها الاستخباري الـ 50 كيلومتراً، حيث يتمّ تنفيذ عمليات إنزال واغتيالات، خصوصاً في مناطق قرب السليمانية. وتقول أنقرة إنها تتمركز في العراق، من باب دفاعي، وترفض الانسحاب بعد أن كانت قد وعدت بتسليم قاعدة بعشيقة العام الماضي لكنها لم تفعل، فهل من مطامع أخرى عدا قتال العمال الكردستاني؟ وبالتزامن مع الإعلان الرسمي عن حلّ الحزب، طالبت قيادات سياسية ومجتمعية عراقية باستثمار الفرصة لإنهاء الوجود العسكري. لكن يبدو أنّ أنقرة طلبت ضمانات أمنية مقابل سحب قواتها، تركيا باتت تنظر إلى شمال العراق ليس فقط كمنطقة أمنية، بل كمجال استراتيجي حيوي ضمن عقيدتها الجديدة في الأمن القومي الخارجي، والقائمة على التدخّل الاستباقي، لا شكّ بأنّ ضعف الموقف الرسمي العراقي، والانقسام داخل إقليم كردستان أعطيا تركيا هامشاً كبيراً للتحرّك من دون رادع. لكن هل سيقبل البرلمان العراقي وجود تركيا بعد الحلول المرتقبة مع حزب العمال الكردستاني إذا نجحت؟ لعل التطوّرات المقبلة ستكون الإجابة الوافية في ظلّ ما تحمله إجابات تركيا عن مبادرات أوجلان .


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- سياسة
- الشرق الأوسط
ترقّب تركي للجنة ترسم «خريطة طريق» نزع أسلحة «الكردستاني»
مع تسارع الخطوات في أنقرة لمواكبة عملية نزع أسلحة حزب العمال الكردستاني، بدا أن كل شيء معلق على اللجنة التي سيشكلها البرلمان التركي لمتابعة العملية وإرساء الأساس القانوني والسياسي لها. وسيطر الغموض والإجابات المقتضبة على تصريحات أعضاء وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، عقب سلسلة لقاءات عقدها مع مسؤولين وقادة أحزاب في أنقرة، الأربعاء. وحتى هذه الإجابات أكّدت أن كل شيء يخُصّ «عملية السلام والحلّ الديمقراطي»، من المنظور الكردي، و«تركيا خالية من الإرهاب»، من منظور الدولة التركية، رهن بتشكيل اللجنة التي ستعمل على تحديد خريطة الطريق، بعد عملية رمزية لتدمير الأسلحة، نفّذتها مجموعة من حزب العمال الكردستاني في السليمانية، الجمعة، استجابةً لدعوة زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان إلى «السلام والمجتمع الديمقراطي». عقب لقاء الوفد المعروف إعلامياً بـ«وفد إيمرالي»، المؤلَّف من النائبين بروين بولدان ومدحت سنجار، والمحامي فائق أوزغور إيرول، من شركة «أسرين» التي تتولى الأعمال القانونية الخاصة بأوجلان، مع وزير العدل يلماظ تونتش، وصفت بولدان اللقاء بأنه كان «مهماً ومثمراً» ونوقشت فيه جميع القضايا، بما فيها ظروف أوجلان في سجن إيمرالي، والإفراج عن الزعيم الكردي الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش. وزير العدل التركي خلال استقباله وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس) وقالت بولدان: «أجرينا تقييماً عاماً للمراحل الحالية للعملية، سياسياً وقانونياً، بالإضافة إلى مسارها المستقبلي، ونعتقد أن وزير العدل سيضطلع بدور وواجب مهمين في هذه العملية، مع دخولنا مرحلة اللجنة البرلمانية». وعندما سُئلت عن الجدول الزمني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني»، قالت بولدان إنه «لا يوجد جدول زمني، لكن العملية ستمضي على مراحل مُحددة. بعد مراسم إلقاء السلاح في السليمانية، ستبدأ مرحلة جديدة، هي تشكيل اللجنة البرلمانية. لا يمكننا الحديث في أي تفاصيل الآن، وسنشارك ما يتم التوصل إليه في كل مرحلة مع الجمهور». وخلافاً لذلك، أكد رئيس حزب «المستقبل» رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داود أوغلو، عقب استقباله «وفد إيمرالي» بمقر الحزب في أنقرة، أهمية وضع جدول زمني لعملية نزع أسلحة «العمال الكردستاني»، لافتاً إلى أن حفل نزع السلاح في السيلمانية «ليس نهاية المطاف، بل مجرد بداية. وينبغي أن تُحدد عملية تفكيك المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني)، لا من خلال عروض رمزية، بل من خلال خطة عمل منهجية ومحددة التوقيت». داود أوغلو خلال مؤتمر صحافي مع أعضاء وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس) بدوره، قال سنجار: «سيكون التقدم القوي والصحي لهذه العملية مُمكناً بدعم شعبي واسع. مع ازدياد الدعم الشعبي، ستزداد قدرتنا على تحقيق أهدافنا بشكل كبير». أما أقصر الإجابات وأكثرها غموضاً، فجاءت من رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، بعد لقائه الوفد في مقر مجموعة حزبه بالبرلمان التركي، حيث رد على أسئلة الصحافيين عما تم بحثه خلال اللقاء، الذي استغرق 40 دقيقة، بقوله: «أنا لا أسمع ولا أتكلم». ووصفت بولدان اللقاء مع بهشلي بأنه «كان اجتماعنا إيجابياً ومثمراً للغاية»، مضيفة: «تبادلنا المعلومات حول الوضع الراهن للعملية، واستمعنا مجدداً إلى آراء السيد بهشلي الإيجابية والداعمة بشأنها». بهشلي خلال استقباله وفد إيمرالي (حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب - إكس) وكان بهشلي هو من أطلق مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب» في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، بدفع من الرئيس رجب طيب إردوغان، عبر دعوة أوجلان لتوجيه نداء لحل حزب العمال الكردستاني وإلقاء أسلحته، مقابل النظر في الإفراج عنه عبر إصلاحات قانونية. وهو ما استجاب له أوجلان بإطلاق دعوة في 27 فبراير (شباط) الماضي، قادت إلى إعلان العمال الكردستاني قرار حل نفسه وإلقاء أسلحته في 12 مايو (أيار). عناصر من العمال الكردستاني أحرقوا أسلحتهم «رمزيا» في السليمانية الجمعة الماضي (أ.ف.ب) وتحظى العملية برمتها، وتشكيل لجنة برلمانية لإدارتها، بدعم جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي، باستثناء حزب «الجيد»، القومي. وأعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة وثاني أكبر أحزاب البرلمان بعد حزب العدالة والتنمية الحاكم، عقب اجتماع للجنته التنفيذية المركزية برئاسة أوزغور أوزيل، الاثنين، أن نواباً منه سينضمون إلى اللجنة المزمع تشكيلها في البرلمان، وأنه يعتنق نهجاً بنّاءً تُجاه حلّ المشكلة الكردية في تركيا والقضاء على مشكلة الإرهاب. جانب من اجتماع اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري (حساب الحزب في إكس) وشدّد الحزب على أنه لا يمكن تسليم اللجنة لحزب العدالة والتنمية، لافتاً إلى أنه قدّم ورقة من 16 بنداً إلى رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، تضمّنت توصياته بشأن اللجنة، منها أن يتم تشكيل اللجنة بالتساوي بين أحزاب البرلمان، وأن تتّخذ قراراتها بالأغلبية المؤهلة، وأن تجرى العملية بشفافية تلبي توقعات المجتمع، لا وفقاً لأجندة حزب العدالة والتنمية. وسيلتقي «وفد إيمرالي» أوزيل بمقر حزب الشعب الجمهوري، الخميس، لمناقشة التطورات عقب العملية الرمزية لنزع أسلحة العمال الكردستاني، والخطوات التي يتعين اتخاذها من خلال البرلمان.


الشرق الأوسط
منذ 5 أيام
- سياسة
- الشرق الأوسط
أنقرة وبغداد ومرحلة جديدة من العلاقات بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح
في وقت اختار فيه العشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بزعامة عبد الله أوجلان، كهفاً ذا رمزية تاريخية بين مدينة السليمانية ومصيف دوكان مكاناً لحرق أسلحتهم، في خطوة، وإن وُصفت بالرمزية، تنهي حقبة من تاريخ صبغته الدماء على مدى أكثر من أربعة عقود، يظل العراق طرفاً معنياً بقوة بهذه الأحداث. فبينما كان حزب العمال الكردستاني يُشهر سلاحه منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي بوجه الدولة التركية؛ بسبب ما يعتبره حقاً قومياً له في التمتع بحياة سياسية مستقلة، نال العراق المجاور قسطاً غير يسير من هذه المواجهة، فالمناطق التي يوجد فيها الحزب تقع عند حافات حدوده مع تركيا، وهي مناطق جبلية وعرة صعبة التضاريس، خصوصاً سلسلة جبال قنديل، فضلاً عن أنها - سواء داخل تركيا أو شمال العراق - منطقة تقطنها غالبية كردية، ويتداخل فيها ما هو سياسي بما هو عرقي. وفي حين أن الجانب التركي عقد اتفاقاً مع العراق في عهد النظام السابق يمنح كلاً منهما الحق في مطاردة عناصر المعارضة لكلا البلدين (حزب العمال لجهة تركيا، وقوى المعارضة العراقية قبل سقوط النظام عام 2003)، ورغم أن هذا الاتفاق بقي شكلاً حتى بعد سقوط نظام صدام حسين؛ فقد بدا أن الجانب التركي هو المستفيد الأكبر من الاتفاق الذي أُبرم في نهاية تسعينات القرن الماضي، إذ بدأ يتمدد إلى مساحات شاسعة في محافظات أربيل والسليمانية ونينوى لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني. حرق سلاح لحزب العمال الكردستاني في خطوة رمزية في السليمانية بالعراق يوم الجمعة (رويترز) ومما زاد من تعقيد المشكلة أنه بعد دخول تنظيم «داعش» العراق عام 2014، وبسط هيمنته على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، وما فعله بالأقليات الدينية والعرقية لا سيما الإيزيديين والشبك، فضلاً عن الشيعة، فإن قسماً من سكان تلك المناطق تعاونوا مع عناصر من «حزب العمال» لمحاربة «داعش» بعد أن أخذ مئات الإيزيديات سبايا. وشكل التداخل في تلك المناطق المختلطة عرقياً ودينياً ومذهبياً إشكاليات جديدة، لا سيما عندما تحالفت بعض القوى العراقية المسلحة مع قسم من عناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما جعل التوصل إلى تسوية سياسية على صعيد نزع سلاح عناصر هذا الحزب أمراً في غاية الصعوبة. الجانب العراقي عَدّ نزع سلاح الحزب خطوة تاريخية مهمة تمهد الطريق لإنهاء الصراع المسلح والخروقات الأمنية التي امتدت لعقود، وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى. ولاقت الخطوة ترحيباً من رئاسة الجمهورية العراقية التي رأت أنها تفتح الباب أمام آفاق مستقبلية تسهم في تعزيز فرص السلام في المنطقة، ودعت لضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للأطراف كافة. وأكدت الرئاسة العراقية أن الخطوة تمُثل «عنصراً مهماً لترسيخ الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وتفسح المجال أمام تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا على أساس احترام السيادة المتبادل، وضمان أمن وسلامة الشعبين الصديقين». مقاتلات من حزب العمال الكردستاني أثناء إلقائهن السلاح في السليمانية (أ.ف.ب) وأعلنت الرئاسة دعمها الكامل لإنجاح هذه الخطوة حتى النهاية، «والمساهمة بكل ما من شأنه تحقيق الأهداف المأمولة منها في طي صفحة الماضي المؤلمة، وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والتنسيق المشترك لخدمة للجميع». وبينما عبر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن عزمه «اقتلاع الإرهاب» خلال مباحثاته الهاتفية مساء السبت مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، توشك ملامح مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين بغداد وأنقرة، وبين بغداد وما تبقى من عناصر حزب العمال الكردستاني في العراق، أن تولد. رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني (رويترز) الرئيس التركي أبلغ السوداني بأن بلاده ماضية في تطبيق رؤيتها «تركيا خالية من الإرهاب»، وأنها تهدف لـ«اقتلاع الإرهاب من المنطقة بشكل دائم». وأضاف أنها ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الخصوص، وستبقى في حالة تأهب لمواجهة من يحاولون تقويض هذا المسار. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، ولفت إردوغان إلى مواصلة تركيا والعراق اغتنام فرص التعاون في شتى المجالات، وفق أسس الربح المتبادل، لا سيما فيما يخص مشروع «طريق التنمية». الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في أنقرة يوم السبت (إ.ب.أ) أما السوداني، وطبقاً لبيان صادر عن مكتبه، فقد قدم «التهنئة لإردوغان بمناسبة عقد اتفاق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن الاتفاق سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة، وسيدفع باتجاه استقرارها ودفع عجلة التنمية فيها، بما يحقق الخير لشعوبها». يقول القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، إن عملية السلام بين تركيا وحزب العمال لا تنحصر في مرحلة واحدة، بل هناك مراحل أهمها تفهم الطرفين أنه لا بد من الوصول إلى عملية سلام ومن ترتيب الأولويات داخل تركيا. وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو من خلال تصريحات كبار المسؤولين الأتراك، وخصوصاً مسؤولي الدولة، أنها عازمة على المضي بتفكيك العُقَد السابقة التي كان يجري من خلالها التعامل مع الملف الكردي». ومضى قائلاً: «أهم مسألة هي أن قرار أوجلان يجري تطبيقه بحزم، وهو ما يعني التزام جميع القيادات والقواعد به». وأكد أن الخطوة الأخرى المهمة بعد مرحلة حرق السلاح هو ما ستُقدم عليه أنقرة على صعيد إجراء خطوات إصلاحية أو تعديل قوانين. ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، عصام فيلي، أن التحدي الذي كان يواجه تركيا «انتقل من التحدي الداخلي إلى التحدي الخارجي، خصوصاً بعد أن تتم عملية التسليم الكامل لسلاح حزب العمال، حيث تنتهي آخر ذرائع تركيا في الوجود داخل الأراضي العراقية». وأضاف قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «في الأيام القادمة سوف يكون هناك تنسيق بين بغداد وأنقرة لتحديد جدول زمني لمغادرة كل القوات التركية من الأراضي العراقية، فضلاً عن الجوانب الاقتصادية وبخاصة موضوع المياه». واستطرد: «العراق سوف يطالب تركيا، وبقوة، بسحب أي قوات لها من أراضيه؛ إذ لم يعد ثمة أي مبرر لوجود أي قوات أجنبية داخله لانتفاء كل الذرائع».


الجزيرة
منذ 6 أيام
- سياسة
- الجزيرة
تركيا وحزب العمال الكردستاني.. مرحلة جديدة محفوفة بمخاطر وتحديات
يشكل قرار حزب العمال الكردستاني بنزع أسلحته وحل نفسه خطوة مهمة وتاريخية في نظر مراقبين، لأنه سينهي عقودا من التمرد المسلح، ويفتح المجال أمام الحزب للانخراط في الحياة السياسية التركية، لكنّ مراقبين آخرين يرجحون أن تكون العملية محفوفة بتحديات ومخاطر. وبدأ حزب العمال الكردستاني أمس مراسم إلقاء سلاحه في مدينة السليمانية بإقليم كردستان العراق، حيث أضرم مقاتلون تابعون للحزب النار في أسلحتهم الخفيفة والمتوسطة، في خطوة جاءت استجابة لزعيم الحزب المعتقل عبد الله أوجلان ، الذي طالب من سجنه في جزيرة إمرالي بإنهاء العمل المسلح المستمر منذ ثمانينيات القرن الماضي، والدخول في العمل السياسي الديمقراطي. وفي تعليقه على العملية، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت إن صفحة جديدة فُتحت لتركيا، مؤكدا أن بلاده انتصرت وانتصر الأتراك والأكراد والعرب. واعتبر-في كلمته أثناء اجتماع استشاري لـ"حزب العدالة والتنمية" بأنقرة- أن مشاكل الأكراد في سوريا والعراق هي مشاكل مشتركة، وأن أنقرة تنسق مع بغداد ودمشق وهم سعداء بتخلي المنظمة عن سلاحها. وخاض حزب العمال الكردستاني على مدى عقود تمردا مسلحا على الدولة التركية أودى بحياة نحو 40 ألف شخص، لكنهما دخلا في عملية سلام بين عامي 2013 و2015، لم تعمر طويلا. ويرى محللون، أن هناك عدة عوامل قد تضمن نجاح عملية السلام الحالية بين الحزب الكردستاني والدولة التركية، يعددها الكاتب والباحث السياسي، محمود علوش -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- في الوضع الداخلي في تركيا ودعم القوميين هذه العملية، والتحولات التي طرأت على الحزب نفسه، حيث لم يعد قادرا على الاستمرار في التمرد المسلح بفعل الضربات القوية التي تلقاها خصوصا في العقدين الأخيرين. إضافة إلى انتهاء سياسة إنكار الهوية الكردية في تركيا، حيث بدأ أردوغان منذ وصوله إلى السلطة في إصلاحات فتحت الأبواب للأحزاب الكردية وللاعتراف بالهوية الكردية. ظروف إقليمية ودولية كما لعبت الظروف الإقليمية والدولية دورا في التأثير على الحالة الكردية في علاقتها بتركيا، ويشير علوش في هذا الصدد إلى الانعطافة التي حصلت في السياسة الأميركية، وإلى التحول الذي حصل في سوريا، وشكل -حسبه- منعطفا كبيرا في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، فضلا عن إيران التي قال، إنها استثمرت في الحالة الكردية على مدى سنوات طويلة في إطار التنافس مع تركيا وفي إطار طموحاتها الإقليمية. غير أن العوامل والظروف التي هيأت الأرضية للسلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، قد تعترضها حسابات وتحديات كبيرة، ومنها ملف "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، حيث إن عدم اندماج هذا الحزب في الدولة السورية سيكون انتكاسة على الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، كما يوضح علوش. ولم تبد "قسد" أي موقف علني اتجاه الاتفاق بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، منذ دعا أوجلان إلى إنهاء العمل المسلح، وهي متحفظة كثيرا من هذه الخطوة، كما يقول الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، إذ أشار إلى أن السيطرة على المشكلة الكردية في سوريا سيدفع المنطقة باتجاه التهدئة. ويأمل قادة حزب العمال الكردستاني، أن تتوجع عملية نزع سلاحه وتخليه عن العمل المسلح بإطلاق سراح زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، وهو ما أكده مكي، أن الإجراء الثاني ربما يكون الإفراج عن أوجلان. ويذكر أن حزب العمال الكردستاني الذي أسسه أوجلان في نهاية سبعينيات القرن المنصرم، كان قد أعلن في 12 مايو/أيار الماضي حل نفسه وإلقاء السلاح. وجاء ذلك تلبية لدعوة أطلقها أوجلان في 27 فبراير/شباط من سجنه في جزيرة إيمرالي. وفي الأول من مارس/آذار، أعلن الحزب -الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة "إرهابية"- وقف إطلاق النار.


مباشر
منذ 6 أيام
- سياسة
- مباشر
أردوغان: تقربنا من الأكراد وأثبتنا لهم أننا نريد مصلحة تركيا
مباشر: قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "تقربنا من الأكراد وأثبتنا لهم أننا نريد مصلحة البلاد". وأشار أردوغان، في تصريحات اليوم السبت، إلى أن التغيرات في سوريا والعراق ساعدتنا في التعامل مع الإرهاب، مؤكدا أنه قلب صفحة دامية من تاريخ البلاد بعد القضاء على الإرهاب، وفقا لقناة "القاهرة الإخبارية". وتابع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "بلادنا بدأت إغلاق حقبة مؤسفة مع بدء تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح.. حاربنا الإرهاب وتقربنا من الإخوة الأكراد وأريناهم أننا نريد مصلحة البلاد ومصلحتهم". وصرح الحزب الديمقراطي الكردستاني، ثالث أكبر حزب في البلاد والذي لعب دورا رئيسيا في تسهيل قرار نزع سلاح حزب العمال الكردستاني في مايو الماضي، بأنه التقى زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في السجن. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا